إخلاء المركب التجاري بالناظور خطوة تسبق هدمه و ترحيله لمكان آخر


يقوم قائد المقاطعة الأولى منذ بداية الأسبوع الجاري معززا بالقوات المساعدة بعمليات إخلاء متتالية لساحة و أركان و ممرات المركب التجاري البلدي بالناظور...


هذه العملية المفاجئة و غير المسبوقة بأي نوع من الإشارات تهدف ظاهريا لتنقية ساحة و ممرات المركب من "الفراشة" العشوائيين و بالتالي احترام قانون احتلال الملك العام بهذا السوق الذي يعيش منذ سنين على إيقاع فوضى لا مثيل لها، خاصة و أن بعض أصحاب المحلات يقومون بكراء المساحة الموجودة أمام أبواب دكاكينهم بآلاف الدراهم "للفراشة"...

على العموم فإن أكثر أوجه الغرابة هو هذا الحزم المفاجئ لدى قائد المقاطعة الأولى، الذي طالما ذكرته وسائل الإعلام المحلية بالفوضى الموجودة بفضاء المركب دون أن يحرك ساكنا، و كانت التعليلات التي تخرج من مكتبه أو من مكتب باشا المدينة تسير في اتجاه صعوبة إخلاء المخالفين لكثرة عددهم و تحالف أغلبهم مع أصحاب محلات بالسوق...

و في نفس الآن فإن ماكينة جمع الاموال التي يظهر في واجهتها صغار المخازنية مستمرة منذ سنين و هم يضعون لذلك تعريفة للفراشة حسب المكان و المساحة التي يستغلونها...

فما الذي تغير يا ترى حتى يخرج عفريت السلطة من قمقمه...

مصادر مطلعة أكدت أن قرار إخلاء المركب التجاري البلدي من "الفراشة" قرار قادم من أعلى سلطة بعمالة الناظور و يهدف لتصفية الباعة غير القانونيين بالسوق تمهيدا لإحصاء أصحاب المحلات و هدم السوق و نقله لمكان آخر...

و أكدت نفس المصادر أن إخلاء الفراشة خطوة ضرورية حتى لا يخلقوا مشاكل عديدة بالمطالبة بدكاكين في السوق الجديد بدعوى كونهم إشتغلوا لمدة طويلة كباعة بالمركب التجاري الحالي...و بالتالي فإن إقصائهم المبكر هو السبيل الوحيد لتنفيذ مشروع الهدم و الترحيل...

هذا و كان مشروع هدم المركب البلدي و تنقيله قد نوقش على اعلى مستوى بالناظور قبل مدة طويلة و لكن طبيعة مرحلة الإنتخابات التي مرت منها المنطقة أجلت المشروع، و لكن سياسة عامل الناظور الذي اتفق نهائيا مع الإدارة العامة للأمن الوطني على هدم مقرها المجاور للسوق مقابل مقر جديد بحي المطار و السعي لإغلاق المرآب البلدي المجاور للسوق أيضا نهائيا و المعركة السياسية الكبيرة التي دخلها عامل الناظور مع العامل الملحق بوزارة الداخلية عمرو دودوح من أجل ترحيله من الفيلا التي يسكنها بجوار السوق أيضا و معها المسجد الذي بناه...

و بهذا يظهر جليا أن عامل الناظور يعمل على إخلاء كل المنطقة الواقعة ما بين شارعي الجيش الملكي و يوسف بن تاشفين لإستغلالها مستقبلا إما كمساحات عامة أو مناطق تجارية للشركات العالمية...

و هو بنفس الآن يقوم بشكل متتالي بترحيل كافة المؤسسات التي يقع عليها إقبال مكثف لخارج مركز المدينة كحال سوق الخضر بالجملة (موجود الآن بحي المطار) و المحطة الطرقية الجديدة (قيد البناء بعاريض) و المنطقة الامنية الإقليمية (ستنقل لحي المطار) مما سيساهم في تخفيف الضغط على مركز المدينة و تحويله بالتدريج لقلب جديد للمدينة...

إن عامل الناظور الذي لم تتبق سوى سنة واحدة على ولايته العادية على الإقليم يسعى لتنفيذ أكبر جزء ممكن من مخططاته...و لا يظن المتابعون أن المركب التجاري البلدي سيقف عقبة كبيرة في طريقه...

علما أن المكان المقترح للسوق البلدي الجديد هو حي عاريض بالقرب من المحطة الطرقية الجديدة و حي المطار (المدينة الجديدة) و على بعد مئات الامتار من سوق مرجان...

ليست هناك تعليقات: