مقال بعنوان " الحيدريون الجدد" للكاتب الصحفي " عادل أربعي"


بقلم : عادل أربعي/بروكسيل

adilourabai@gmail.com
ها قد أُرغِم المغرب على قبول عودة "المُهرجة" حيدر إلى العيون لأسباب إنسانية حسب الرسميين المغاربة ولِسَواد عيون المنظمات الدولية حسب ما رافق الحدث من ضجة إعلامية. فدفاع المواطن عن بلده واجب قبل أن يكون ضرورة، وتصفية الحسابات الشخصية مع الأوطان خيانة عضمى.



أخطاء الدبلوماسية في المغرب لا حدود لها، وكمجتمع مدني لسنا مسؤولين عنها، غير أننا وإيمانا بدفاعنا عن وطننا، دَفعَتنا غيرَتنا على وطننا وضد إستفزازات الأعداء لنا إلى الخروج للشارع والتعبير عن إمتعاضنا ورفضنا للإستفزاز الجزائري وضرورة الوقوف صفا واحداً في وجه مرتزقة مدفوعي الأجر يتلاعبون بالمغاربة ومشاعرهم.
في الوقت الذي يخرج فيه المغاربة عبر العالم ولو بنسب متوسطة للتعبير عن مغربيتهم، يتضح أن أنصار "الطريقة الحيدرية" كُثرْ بَين أفراد "الجالية المغربية" بالخارج، ممن يُتقنون فن كيل التهم لكل من يدافع عن وطنه، بالتقرب من القنصليات، ونسي هؤلاء أننا نكرهها "دُوفيس" لِرداءة عطائها الإداري والتواصل العقيم، بينما يطفو على السطح أمثال مِمَن يستهزء من تحرك مغاربة بلجيكا وإسبانيا "المُشوهون لصورة المغرب" حسب تحليلاتهم الفلسفية العقيمة. تساؤلات المغاربة الأحرار، أبناء الريف الأبرار، أحفاد المجاهدين والمناظلين الحقيقيين دون حسابات شخصية، كُلها تقول : أين أشباه المُناظلين هؤلاء من التعبير عن مغربيتهم ورفضهم للإستفزاز، ولو بطريقتهم التي يَدّعُون أنها "غيفارية" بينما نسي هؤلاء أنهم من يُشوه في الحقيقة "غيفارا"، الذي كان رمزا للوطنية والنضال القومي ولم يكن خائناً، عميلاً؟
متى يُمَضْمِضُ هؤلاء أفواههم بماء "جافيل" قبل كَيْل الإتهامات لمغاربة حَرّكَتْهُم مغربيتهم وليس القنصليات كما يدعي فلاسفة بلجيكا بأقلامهم السامة التي تجف في الدفاع عن الوطن وتسيل مداداً وحبراً وتزييفاً للأفكار لتشويه بلد ترَبّوْ فوق ترابه وأعطى أجدادنا حياتهم في سبيل حريته وإستقلاله؟ وهل يعلم زعماء "أنصار حيدر" بأوربا، أن جل منظمي الوقفة الإحتجاجية ليوم الجمعة الماضي، رفضوا التنسيق مع القنصليات ومع بعض الوداديات ذات العقلية التوسلية الإنتهازية، ودفعوا من جيوبهم مصاريف الملصقات وخصصوا من ميزانيتهم البسيطة، ميزانية للدفاع عن بلدهم؟ متى رأينا تخصيص هؤلاء ولو قيد أنملة مجهوداً من مثل "أنصار حيدر" هؤلاء، مبادرة لتلميع صورة بلدهم، التي "يتهموننا بتشويهها" في وقفة تنديدية أمام المؤسسات الأوربية؟ لما لا يظهر هؤلاء بوجوههم الحقيقية وتكون لديهم الشجاعة في نزع القناع، والدفاع عن "حيدريتهم"، بدل الإختباء في جلد المنافقين؟ هل ما يقال وما يُنشر ويُحتفظ لدى مصادر جمعوية من صور لبعض أنصار "الحيدرية" ببلجيكا رفقة جمعويين بلجيكيين يستقبلون وفود البوليساريو خفية ويشاركون في برمجة ميزانية النشطاء ببلجيكا، شيء يمكن تجاهله؟ أخرها اجتماعات سرية تنظم رفقة "الحيدري" المسمى (نورالدين السعيدي) المدعم (للبوليساريو)، إبن الريف وهو في الوقت ذاته شقيق البرلمانية البلجيكية (فتيحة السعيدي) المدافعة عن المغرب، من عائلة واحدة طردها بومدين حفاة عراة. متى سيعترف هؤلاء علناً وبوجوههم مُحْمَرّة، أنهم أنصارٌ أوفياء "لِسُلالة حيدر"، ويُنهُوا مسلسلهم المُزيف؟ إلى متى سَيَكُفُ "حيدريو بلجيكا" عن تسديد سهام الغدر لوطنهم ويُطلعوننا عن نظالهم المزيف، الذي يُمَوِهُون به الجميع كونه "أسطوريا، طيطانيكيا، وثوريا..." وغيرها من المصطلحات التي ليس بينهم وبينها إلا الخير؟ أتحدى "حيدريو بلجيكا" القيام بوقفة دفاعا عن المغرب والمغاربة أمام المؤسسات الأوربية، كما فعل من يعتبرونهم (شوهوا صورة المغرب)، وسنرى الجموع الغفيرة والألاف التي سيُجندون؟ هل يعلم حيدريو بلجيكا، أن "المُهرجة حيدر" لم تكن موضوع الوقفة أبداً، وإنما إستفزاز جنرالات الجزائر لمشاعر المغاربة وكف النظام الجزائري من النظر إلى المغرب كونه العدو الغربي الذي يجب تقويض مُسلسل نمائه وسيره في طريق الديموقراطية، هُما السببان الرئيسيان لتحركنا؟ هل يُتقن "أنصار الحيدرية"، فن النقد ورد الفعل السلبي فقط، أم أن دورهم هذا هو المرسوم لهم ودون سِواهُ لا وجود لوطنية "غيفارا" داخل أقفاصهم الصدرية؟ هل يعلم "الحيدريُون الجُدد" ببلجيكا، أن إنجاحنا للوقفة الإحتجاجية ليوم الجمعة الماضي كان بقناعة، رغم إحباطنا الذي رافق قبول المغرب لوساطات أجنبية؟ هل يعلم هؤلاء أن الوقفة لم تكن فرصة لتصفية الحسابات مع الإنتهازيين والخونة في أثواب الجمعويين، بل حاولنا تناسي كل ما يفرقنا في تلك اللحظة وإيصال رسالة الإستنكار والتنديد؟ هل يعلم (المُناظلون العباقرة)، أننا مباشرة بعد الوقفة، تم التسطير مرحليا لوقفة مشابهة ستكون أمام سفارة المغرب ببروكسل للتنديد بما نسميه "التلاعب بثوابت الوطنية وضرورة إستقالة من يتلاعب بسياسات الوطن الخارجية؟ أتحدى هؤلاء أن يكونوا أول من يقف مُندداً أمام سفارة المغرب في الأجال القريبة، أنذاك سنرى أين يصل "بارُومِتر" وطنيتهم الذي تجمد وأصبح ينبض للتوجه الحيدري؟

ليست هناك تعليقات: