أمن النّاظور يستقبل عام 2010 باستنفار ليلي مرهق


شهد يوم أمس الخميس، الذي هو آخر أيام السنة الميلادية 2009، تفعيل أداء أمني مضاعف من لدن مختلف المصالح الأمنية التي حاولت جعل استقبال أولى ساعات سنة 2010 يتمّ دون أدنى إشكال يذكر، حيث شهدت ليلة الخميس|الجمعة بروز ملامح استنفار أمني ابتدأ من مغيب شمس الخميس بتموقع وحدات أمنية متنوعة بمناطق استراتيجية منتشرة بمختلف أنحاء الإقليم عموما ومدينة النّاظور على وجه الخصوص.. وهو الأمر الذي جعل فريقا عن ناظور24 يعمل على مواكبة المجهود الأمني المستنفر.. معدّا لكم التقرير التالي بناء على مشاهدات حيّة.


شرطة النّاظور.. حاضرة


برز من خلال معاينة تدبير ملف الاحتياط الأمني، المرافق لاحتفالات "رأس السنة"، أنّ عناصر شرطة النّاظور حاولت إبراز وجودها بالشارع دون العمل على تضخيم الإجراءات الأمنية، حيث بدا الأمر وكأنّ "البوليس" يحاول تسجيل حضوره بعيدا عن أي استفزاز أو تصادم قد ينتج عن تشديد الاحتياط واعتماد التدقيق الصارم في الهوّيات، أو التحقق من المنقولات، وما إلى ذلك من الصلاحيات الأمنية الصرفة الموكولة إلى هذا الجهاز بحكم القانون، إذ أبانت ملامح التدبير الأمني لاحتفالات الترحيب بالعام الميلادي الجديد عن وجود مقاربة مبتغية لتنفيذ التعليمات المركزية، الصادرة عن الإدارة العامّة للأمن الوطني، دون التسبب في توتر للأجواء أو جعل التواجد بالشوارع من لدن الأفراد بمثابة إجراء غير مرغوب فيه.. لدرجة أنّه يمكن الحسم بأنّ شرطة النّاظور عمدت إلى التواجد بمختلف أجهزتها بالشارع إثباتا "للحضور" الرادع لأي مخالفة أو نية مسيئة قد يُعمد إلى إكسابها الوجود بقوّة الفعل.

ووفقا لهذا المنظور، استمرت المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور في خيار نصب حواجز أمنية بالمدخل الشمالي بحي ترقاع، والغربي بحي اولاد بوطيب، وكذا الجنوبي بشارع تاويمة، مطعمة إياه بعدد من أفراد التدخل السريع، المسنود بعضهم بفرق من القوات المساعدة، بكل من شارع محمد الزرقطوني، وتقاطع شارع يوسف ابن تاشفين والحسن الثاني، وشارع القيسرية، وشارع طنجة، وساحة الثالث من مارس، كما تمّ العمد إلى توزيع فرق أمنية مكونة من فردين على بعض المناطق الحسّاسة كمبنى الكنيسة، والمحطّات، ومحيط أماكن عامّة محتضنة لاحتفالات "رأس السنة"، زيادة على وضع رجال الأمن الممارسين ضمن مصلحة المرور بتعداد كبير من الملتقيات الطرقية ضمانا للتنظيم، إلى جانب إطلاق حملات تمشيط مفعّلة من لدن عربات الشرطة لضبط الوضع بالأحياء القصيّة عن المركز والتضييق على بعض النقط السوداء المشهورة باستقطابها للباحثين عن "تبضع للمنوعات".


جوّ "كُووولْ" رغما عن حالة التأهّب وقساوة الطقس


الحالة المناخية، التي خيّمت ليل أمس الخميس، تميزت بتساقطات مطرية متقطّعة، لم تصل إلى درجة الزخات باكتفائها للتمثل في شاكلة رذاذ، كما عرفت هبوب رياح مواكبة أثّرت على الدينامية العادية بالشوارع بإخلائها من المرتادين على غير العادة في مثل هذه المناسبات، كما عقّدت هذه التقلبات أيضا مهامّ رجال الشرطة المرغمين على التواجد بأماكن بارزة في تنفيذ للأوامر واتّقاء لتوبيخ الرؤساء المتواجدين ميدانيا، ما جعل عددا من أفراد القوى يحتمون بداخل عربات الأمن مراقبين الوضع العام من داخلها.

ورغم حساسية الظرف بوجود أوامر للسهر على توفير الأمن اتقاءً لأي نازلة غير مرغوب فيها وردعا لمظاهر العربدة المفرطة التي تبرز خلال مثل هذه المناسبات، لم يبدُ على بعض عناصر الشرطة أي اقتناع بحساسية الظرف أو جدوى الاحتياط تجاه "أخطار وهمية"، إذ برزت هذه الصورة على أفراد "الجير" وعناصر القوات المساعدة أكثر من غيرهم، فبدوا متبادلين للتنكيت و مسامرين لبعضهم البعض في تجمعات من ثلاث أو أربع يعمّها جوّ حميمي "كُووولْ"، ما جعلهم يبدون قائمين بمهام "بْوَانْتَاجْ" مملاة من حساسية مهام الأجهزة التي ينتمون إليها.

الحميمية المنتشرة بين الأمنيين المرتدين للزي الرسمي لم يكن لها أي أثر على عناصر الشرطة المشتغلة بزي مدني، حيث عمل هؤلاء الأفراد المنتمون لمختلف الأجهزة الأمنية، على مراقبة مختلف الأماكن العامّة ومحيطها بالانتقال على متن عربات خاصّة طيلة الليل، حيث عمدت الإحاطة الأمنية بالوضع من لدن هذه الفرق إلى التغلغل داخل مختلف الفضاءات المحتضنة للاحتفالات من أجل نيل رؤية دقيقة للأوضاع.. من الدّاخل.


ليلة رأس السنة بالناظور.. خالية من التدخلات الأمنية


قبل أن يفيد أحد المسؤولين الأمنيين، في تمام الثالثة صباحا، بأنّ ليلة "رأس السنة" قد مرّت في ظروف "جدّ عادية"، كان موقع ناظور24 قد وقف على عمليات أمنية غير ذات أهمّية، تمثلت أولاها في حجز سيارة من نوع "سيترُوِينْ كْسَارَا"، مرقمة بمليلية،غير متوفرة على أوراق ثبوتية، حيث تمّ إيلاجها مقر المنطقة الإقليمية لأمن الناظور مجرورة بعربة "ديباناج" في حدود الساعة الحادية عشر ليلا واثنين خمسين دقيقة، في حين سجل الثدخل الأمني الثاني من لدن الشرطة القضائية في تمام الثانية عشر ليلا وأربع دقائق بتوقيف نسوة مشتغلات بالدّعارة، كنّ متواجدات بالشارع العامّ قبل أن يتمّ رصدهنّ ومن تمّ نقلهنّ إلى مقر الفرقة الإقليمية الكائن بشارع محمّد الخامس بالمدينة.. أمّا مقر المداومة الأمنية الليلية، العارف لتواجد أفراد من الدّائرة الثانية للأمن، لم يستقبل حالات هامّة، حيث لم تكسر رتابة العمل به إلى عند مرور اثنين وثلاثين دقيقة من حلول سنة 2010، إذ بدا بابها محلاّ للنقاش بين ضابط مداوم وأحد المسنّين القادم رفقة امرأتين أفراد من أسرته لطلب معونة الشرطة في حل نزاع.. في حين اكتمل مشهد التدخلات الأمنية البسيطة عند الساعة الثالثة وهمس دقائق بحجز دراجة نارية بشارع طنجة بعدما كان يمتطيها فردان اثنان..


الاستنفار يستمر أربع ساعات بعد منتصف الليل



نداءات بالأرقام وتعليمات معمّمة عبر اللاسلكي، دوريات مراقبة مشكّلة من كبار ضباط الأمن بالمنطقة، إطلاق لأضواء التنبيه، تحقّق متمعّن في المتحرّكين بالشارع.. مظاهر من بين أخرى استر تواجدها إلى ما بعد الرابعة صباحا من يومه الجمعةن قبل أن يتمّ تلقي أوامر الانسحاب من الأماكن الاستراتيجية بالمدينة، وذلك في أعقاب انتهاء عملية استغرقت طول ليلة متعبة مؤثثة بظروف جوّية غير مساعدة على الأداء الجيّد.

وأفادت مصادر جدّ مطّلعة من داخل المستشفى الحسني بالنّاظور كون مصالح المستعجلات لم تستقبل أي حالة مرتبطة باحتفالات رأس السنة، ما يجعل ليل الخميس من بين الليالي التي لم تجعل الأطقم الطبية تتدخل عكس ليال أخرى مرتبطة باحتفالات السنوات الماضية والتي كانت تجعل مصلحة المستعجلات بمثابة خليّة نحل لا تهدأ حركيتها.

متتبعون للوضع الأمني عبّروا عن تألق "بوليس النّاظور" في تدبير ملف احتفالات "رأس السنة"، مشيرين إلى أنّ فراغ الشارع العام من "المعربدين"، والعاشقين لصرير العجلات وتكسير قوارير الخمر بالشوارع، ومظاهر الاحتكاك البدني والسكر الطافح، ليعبّر عن كون ليلة الـ 31دجنبر2009|1يناير2010 كانت محط نجاح أمني ينبغي تعميمه على باقي الأيام من هذا العام الجديد.

ليست هناك تعليقات: